في كل عام تهل علي صورة من الشام تقض مضجعي، ففي العام الماضي كانت
صورة الغرفة المليئة بجثث الأطفال الذين قضوا بالأسلحة الكيماوية ، صورة العام الأسوء
بالنسبة لي، كانت بشعة لأنني للحظة رأيت أطفالي في تلك الغرفة مربوطة أيديهم
الناعمة على صدورهم كباقي الاطفال. في هذا العام صورة الطفل المسجى جسده على
الشاطئ التركي فازت بصورة العام والأعوام القادمة، هي كفيروس دخل كمبيوتر فجمده دون
أي مقاومة لحظة دخوله، رأسي متجمد عن الحركة الآن ، لا أستطيع أن أفكر بأي شيء.
فراغ وصمت داخل جمجمتي.
لماذا؟ لماذا الأطفال؟ فلتأخذوا الديار والمال ولكن اتركوا لنا
اطفالنا لا نريد شيء آخر.
أهي حرب على الإسلام؟ أين الناطقون الرسميون باسم الله؟ لماذا لا أسمع
لهم حسيسا؟ ألستم الناطقون الرسميون باسم الله؟ أم أنه لا يوجد كلام يقال باسم
الله؟
أضعتم الأمة باسم الله، جعلتونا الأرذل باسم الله، غرق أطفالنا على
شواطئ العالمين باسم الله.
ولكن باسم الله سيغيركم الله ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ
فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ
لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ
عَلِيمٌ﴾ سيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه لمن ارتد منكم، أنتم كلكم مرتدون، أليس
غرق هذا الطفل ردة لأهل الأرض جميعا؟ هل يوجد كفر وردة اكبر؟